نصرالله: اسرائيل ولأول مرة تبحث عن ضمانات النصر في أي حرب مقبلة..

في كلمة وجهها الى "الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة": سنصنع النصر التاريخي الكبير ونغير وجه المنطقة باكملها

نصرالله: اسرائيل ولأول مرة تبحث عن ضمانات النصر في أي حرب مقبلة..

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على ان لبنان تخلى عن أعجوبة قوة لبنان بضعفه الى حقيقة قوة لبنان في قوته عبر حقيقة تضامن جيشه وشعبه ومقاومته، واعتبر ان لبنان المنتصر الذي استطاع أن يطرد المحتل من أرضه قد صنع لشعبه وأمته موقعا جديدا ومتقدما على طريق النصر الحاسم.

وأكد السيد نصرالله في كلمة له في الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة "مع المقاومة" عصر اليوم في الملتقى الذي افتتح اعماله في قصر الاونيسكو ببيروت، اكد على ان ما سيقدمه المشاركون في الملتقى من رؤى ومواقف سيكون له عظيم الأثر على وعي شعوبنا وارادتها وثقتها بالمستقبل، مشيراً الى انه سيتحدث عن الجانب المضيء في الصراع القائم، منذ أن قامت قوى الهيمنة والاستقرار بايجاد اسرائيل ككيان غاصب وثكنة عسكرية متقدمة، حيث اعتبر انها كانت تطمح الى اقامة كيان قوي استيطاني توسعي يشكل الضمانة الدائمة لمصالحهم في المنطقة فيما عرف بمشروع اسرائيل الكبرى.واشار السيد نصرالله الى ان "الصهاينة اعتقدوا أنهم على مقربة من انجاز مشروع اسرائيل الكبرى الى أن جاءت حرب تشرين 1973 التي كانت مفصلاً مهماً في الصراع مع اسرائيل، واوضح ان الجيشان المصري والسوري سطرا ملاحم بطولية وتاريخية لا تنسى ووضعا حداً للأمل الصيوني بالتوسع". وتابع القول: "بعدها بسنوات أخرج النظام المصري مصر من معادلة الصراع مع اسرائلي وكان هذا أكبر تحول في تاريخ الصراع، ولكن شاء الله أن يدخل الامام الخميني ايران الى معادلة الصراع وكان هذا أيضا أخطر تحول في تاريخ الصراع".

وأكد الامين العام لحزب الله ان "نجاح الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 82 انجح حلم اسرائيل بإقامة اسرائيل الكبرى لكن المقاومة أخرجتها من لبنان ذليلة مهزومة في 25 أيار"، مشيراً الى ان ذلك كان "إعلاناً صارخاً لسقوط نظرية اسرائيل الكبرى".

وقال الامين العام لحزب الله ان ذلك كان " بداية التنظير لاسرائيل العظمى المتفوقة، ثم كانت انتفاضة الأقصى في فلسطين وبدأت اسرائيل العظمى تشعر بالضعف وتتحدث عن معركة الوجود، فغزة المقاومة تخرج الاحتلال بالمقاومة وتمنى الصهاينة لغزة أن تغرق في البحر ولكنها لم تغرق وستغرقهم".

وتابع السيد نصر الله كلمته بان اسرائيل "شنت بعد ذلك حربها العدوانية على لبنان في 2006 لسحق المقاومة لكن المقاومة بقيت وقويت وتعاظمت وشنت اسرائيل الحرب لاستعادة هيبة الردع الضائعة فضاع ما بقي من هيبة الردع".

وأكد الامين العام لحزب الله ان " أحلام اسرائيل العظمى تداعت في مارون الراس وبنت جبيل ليختم على مشروع اسرائيل العظمى بالدم الأحمر في غزة 2008 ".

واشار الى ان اسرائيل تعيش اليوم "مأزقا هي تتحدث عنه، مأزق الجيش الذي لا يقهر مأزق القيادة مأزق الثقة بالنظام والمؤسسات ومأزق الثقة بالمستقبل، موضحاً الى انها تحاول اليوم أن ترمم ذلك كله عبر قرع طبول الحرب والتهديدات اليومية، وقال في هذا الاطار: "هذه التهديدات التي ما عادت تخيف إلا الجبناء والمهزومين أما الذين خبروا ساحات الجهاد فإنهم يشتاقون الى اللقاء والمواجهة ليصنعوا لأمتهم عزاً جديداً ونصراً جديداً".

وأكد نصرالله ان اسرائيل "تستعين على المقاومة بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن وبعض الأنظمة العربية وإقامة الجدران الفولاذية، واوضح ان اسرائيل برغم ذلك تحسب للمواجهات العسكرية ألف حساب، مشيراً الى ان اسرائيل ولأول مرة تبحث عن ضمانات النصر في أي حرب مقبلة".

واوضح الامين العام لحزب الله ان " استفراد قوى الهيمنة في العالم شجع أن تذهب اسرائيل في مشروعها بالهجوم على شعوبنا مقتنصة ما اعتبرته فرصة تاريخية في حسم صراعها مع أمتنا فكان احتلال أفغانستان والعراق والتهديد لايران وسوريا ومحاولة السيطرة على لبنان ومن دعم للحروب على لبنان وغزة".

واكد السيد نصرالله ان الهدف كان استهداف حركات المقاومة واسقاط الحركات الممانعة لمشروع الهيمنة وانجاز تسوية للقضية الفلسطينية بالشروط الأميركية الاسرائيلية وإدخال المنطقة نهائياً في العصر الأميركي الصهيوني، وقال: "لقد كان عنوان المعركة هو الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عن مخاض ولادته كونداليزا رايس، واستطاع مشروع المقاومة وأهلها أن يحققوا انجازات تاريخية كبيرة، صمدت حركات المقاومة في كل الساحات أمام الحروب ومحاولات التصفية الجسدية والمعنية، وصمدت أمام الضغوط والعزل وتمسكت شعوبنا بثقافة الكرامة والحرية فدخلت مفاوضات التسوية في حالة الكوما وانهار مشروع الشرق الأوسط الجديد أمام قبضات المجاهدين ودماء النساء والأطفال والعجزة".

الامين العام لحزب الله قال انه وبالحد الأدنى يمكننا اليوم أن نتحدث عن الفشل الأميركي والاخفاق والتراجع مشيراً الى ان كل هذه مقدمات السقوط لهذا المشروع وللحرب على أمتنا.

واعتبر السيد نصرالله ان انتصارات المقاومة تحققت في أسوأ الظروف العربية والدولية، وفي ظروف عاشت فيها الحصار والطعن بالظهر حتى من ذوي القربى، وتوجه بالتأكيد لشعوبنا قائلاً ان خيار المقاومة هو خيار حقيقي واقعي عقلائي منطقي منتصر وله آفاق كبيرة وليس نزوة غضب ثائرة.

ودعا نصر الله الى تقديم كل أشكال الدعم والمساندة والاحتضان لمشروع المقاومة وحركاتها وخصوصاً في مواجهة الحرب النفسية، وقال: "هناك أخطار ما زالت تواجه حركات المقاومة، وأهمها حرب التشويه للمس بوعيها ومصداقيتها وثقة أهلها فيها وأمتها على المستوى العام، عبر النقاش بجدواها وتبعاتها مع انتصاراتها الواضحة، واتهامها بارتكاب جرائم لا علاقة للمقاومة بها بل هي تدينها، الى اتهامه بالمفاسد الأخلاقية من ترويج المخدرات وغير ذلك، الى اتهامها بالارتهان لدول اقليمية وخاصة ايران وسوريا المشكورتين دائماً على دعمهما الغير مشروط. الى وصمها بالارهاب واتهامها بثقافة الموت، الى حشرها وجرها الى صراعات داخلية تأبى الدخول فيها، الى الضغط على حركات المقاومة لتغيير أولوياتها، الى محاصرة المقاومة ومحاصرة صوتها من خلال منعها من الحضور في المؤتمرات ومن خلال القرار القانوني الذي تعمل الادارة الأميركية على اصداره لكم الأفواه والذي يستهدف بالدرجة الأولى قناتي المنار والأقصى".

وللملتقى توجه الامين العام لحزب الله بالقول: "إن كان لي من دعوة أو مناشدة لهذا المؤتمر، أن تساندوا المقاومة بالدرجة الأولى لمواجهة هذه الحرب النفسية الهائلة التي يسمونها الحرب الناعمة، التي كانت من أهم أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي كما اعترف الأميركيون، وأنا أؤكد أن هذه الحرب لن تهزنا بل سنواجهها بالوعي".

وختم كلمته بالقول: "في كل حروبنا الماضية قلنا حسبنا الله ونعم الوكيل فانتصرنا وفي المستقبل سنقول حسبنا الله ونعمنا الوكيل وسننتصر، وأنا أعدكا كما كنت أعدكم دائماً في أي مواجهة مقبلة سنفشل العدوان ونهزم العدو ونصنع النصر التاريخي الكبير ونغير وجه المنطقة، المستقبل في هذه المنطقة هو مستقبل المقاومة والعزة والكرامة والحرية واسرائيل والاحتلال والهيمنة الى زوال".

التعليقات